اخصائي أول عرقلة
- سُلاف المقوشي

- 2 أكتوبر 2024
- 3 دقيقة قراءة

في عالم العمل، تتعدد التحديات التي يمكن أن تواجهنا، ولكن غالبًا ما تكون تلك التحديات نابعة من تصرفات بعض الأشخاص الذين يجعلون مسار العمل أكثر تعقيدًا. نتحدث هنا عن "أخصائي عرقلة أول"، الذي يملك مهارات استثنائية في تعطيل الأمور والمماطلة بأساليب مبتكرة.
ولعلنا نواجه في حياتنا المهنية العديد من هؤلاء، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر. في هذه المقالة، سنستعرض بعض السلوكيات التي تجعل "أخصائي أول عرقلة" يظهر بكامل قوته، وسنحاول إلقاء الضوء على كيفية تأثير تلك التصرفات على سير العمل.
1. الإصرار على الاجتماعات بدلاً من قراءة الإيميلات
واحدة من أكثر السلوكيات إحباطًا هي عندما يرفض شخصٌ ما قراءة الإيميل المفصل الذي أرسلته ويصر على طلب اجتماعٍ لتوضيح ما يمكن فهمه بسهولة من خلال بريد إلكتروني. يبدو أن هذا النوع من الأشخاص لا يفضل القراءة أو أنه ببساطة يجد في الاجتماعات وسيلة مريحة أكثر، أو فهم غريب بإنجاز المهمة طالما تم طلب اجتماع ، هذا السلوك يؤدي إلى ضياع الكثير من الوقت، وكلنا نعلم بأن الاجتماعات تأخذ من الوقت أكثر وكان من الممكن للإيميل أن يختصره. والنتيجة؟ عرقلة واضحة في إنجاز الأعمال وإهدار للموارد.
2. رفض توثيق الإجراءات بحجة أنها "تتغير دائمًا"
هناك نوع آخر من أخصائيي العرقلة الذين يرفضون توثيق أي إجراء أو عملية بحجة أنها "دائمًا تتغير". صحيح أن بعض الإجراءات قد تحتاج إلى تحديثات مستمرة، ولكن هذا لا يعني الامتناع عن توثيقها. عدم وجود وثائق واضحة للإجراءات يجعل كل شيء في حالة من الفوضى، حيث يعتمد إنجاز العمل على ذاكرة الأشخاص وخبراتهم. وإذا غاب شخصٌ معين أو تغيّر، فإن كل شيء يصبح غير واضح ومشوش. في المقابل، يمكن أن يوفر التوثيق إطارًا مرنًا يُعدَّل بسهولة عند الحاجة.
3. طلب التفاصيل الدقيقة في غير محلها
من أمثلة "أخصائي العرقلة" الشخص الذي لا يستطيع اتخاذ قرار دون مناقشة كل تفصيل دقيق. قد يكون هذا مفيدًا أحيانًا، ولكن عندما يتكرر بشكل مفرط ويتعلق بأمور بسيطة أو واضحة، فإنه يتحول إلى تعطيلٍ صريح للعمل. هذا النوع من السلوك يؤدي إلى تباطؤ سير المشاريع ويدخل الفريق في دوامة من النقاشات التي لا تنتهي حول مواضيع قد لا تكون ذات أهمية كبيرة في اللحظة الحالية.
4. تجنب اتخاذ القرارات في الوقت المناسب
بعض الأشخاص يتجنبون اتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب، إما خوفًا من تحمل المسؤولية أو رغبة في انتظار "المزيد من المعلومات". هذه العرقلة تؤدي إلى تأجيل سير العمل وإضاعة الفرص. إن عدم القدرة على اتخاذ القرار يتسبب في تعطيل الفرق وتقييد قدرتها على التحرك بفعالية. المشكلة تكمن في أن القرارات المؤجلة قد تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلًا من حلها.
5. التواصل الفوضوي وغير المنظم
هناك من يُصر على استخدام وسائل تواصل غير فعالة، مثل الاعتماد المفرط على المكالمات الهاتفية العشوائية أو الرسائل الفورية دون أي توجيه أو تنظيم. بينما تكون هناك أدوات تواصل وتنسيق يمكن استخدامها لتنظيم الأفكار وتوثيق القرارات، إلا أن "أخصائي العرقلة" يتجنب استخدامها، مما يخلق بيئة مليئة بالتشويش وسوء الفهم.
و أخيرًا : كيفية التعامل مع "أخصائي أول عرقلة"
للتغلب على تصرفات هؤلاء الأشخاص، نقترح اتباع استراتيجيات محددة، كإجراءات دفاعية قد تحقق بعض التحسن مثل: -
التوثيق الدائم : توثيق كل شيء من إيميلات، محاضر اجتماعات، وإجراءات عمل يمكن أن يحد من تأثير "أخصائي العرقلة" الذي يرفض التوثيق.
- تحديد الأولويات : تحديد المواضيع الهامة التي تحتاج إلى اجتماعات فعلية، بينما يمكن حل الباقي من خلال البريد الإلكتروني أو أدوات التواصل الأخرى.
- تحفيز اتخاذ القرار : خلق بيئة تشجع على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب وتقدير المساهمات الإيجابية بدلاً من التركيز على التفاصيل المعرقلة.
استخدام أدوات تنظيم العمل : تبني استخدام أدوات مثل برامج إدارة المشاريع وقنوات التواصل المنظمة يساعد في تقليل الفوضى ويُعزز من التركيز على الأهداف.
بشكل عام، فإن "أخصائي أول عرقلة" قد يكون موجودًا في أي فريق عمل، ويتأزم الحال كلما اعتلـى منصبه ، لكن بإمكاننا التقليل من تأثيره عبر توعية الفريق وتحسين أساليب العمل والاستمرار – دومًا- بالمحافظة على المهنية.



تعليقات