top of page

التفكير الإبداعي كالأطفال


ree

رُشحت لحضور دورة تدريبية تشرح مفاهيم (الصرخة) وهي مفاهيم قدمتها منظمة العمل الدولية، وكانت الدورة تتناول طرق تربوية في ايصال وشرح الاتفاقية العالمية لمنع عمل الاطفال، للأطفال نفسهم.

واتخذت المدربة الفاضلة الأستاذة هبة أيوب منهجًا ذكيًا في إيصال الفكرة، بأن تجعلنا كالأطفال وبالتالي سنستطيع فهم ما يمكن للأدوات تقديمه للأطفال، وبالتالي قضينا أسبوعًا كاملًا، نُمثّل جهات حكومية وادارات ووكالات، من الحضور من هم مدراء عموم، مدراء ادارات، بل، وأعضاء مجلس في هيئات سعودية، وقضيناها باللعب واللهو كالأطفال!

ولم أكن جاهزة لما سيحدث في الحقيقة، فتخيلت بأننا سنُجامل الأستاذة اللطيفة ونُماشي أسلوبها لحين انقضاء الدورة، أو بما ينهجه كل الموظفين الحكوميين الذين قابلتهم في دورات تدريبية: مواصلة العمل أثناء حضور الدورة وكأنّ الدورة ماهي إلا فرصة لتجربة طاولة جديدة لا أكثر.

إلا أن هذه الدورة مختلفة، مختلفة جدًا، منذ اللعبة الاولى وبدأ يحدث لي شيء افتقدته منذ سنوات كثيرة، وهو التفكير الإبداعي بلا حدود، تفجرت الأفكار والمشروعات وتضخمت في مخي مع كل لعبة تقدمها لنا الأستاذة الفاضلة، بل وأصبحنا كأننا أطفال واحتاجت إلى الكثير من الصبر لضبطنا، كانت الألعاب فعلا محفزة، وقد عرفت أن مخي وأمخاخ الكثير من حولي، قد افتقدت التفكير الغير المقيد، واعتبرناه رفاهية في خضم زحام الأعمال اليومية.

كانت الألعاب متنوعة، كنا نكتب الشعر في لعبة، ونحاول أن نكتب سيناريو مسرحية في لعبة اخرى، أقمنا مناظرات ولعبنا دور الخصم، تسابقنا في قص ولزق لعمل بوسترات تثقيفية من قصاصات جرائد عشوائية.

ألهمتني الألعاب جدًا، وحين أخرج كل يوم من الفندق الذي أقيمت به الدورة ، كان مخي مليئًا بالحماسة وكأن غمامة قد انقشعت عني، لم أستطع فقط التفكير بإبداعية واقتراح أفكار جديدة سنقوم بدراستها في عملي فحسب، بل واستطعت تحليل بعض من المشاكل المهنية التي كنت أمرّ بها والخروج بتفسير - بدا لي - أكثر موضوعية.

لربما فعلا أن التفكير بلا قيود هو رفاهية، وكلنا رأينا موجة علم الابتكار وكيف حاولوا  مناصريها ونادوا بدمجها في بيئة العمل بأشكال وطرق مختلفة، الا أنها وبكل أشكالها الحالية في الهياكل التنظيمية ما تزال محدودة الاثر ولن تصل إلى كل الموظفين ما لم يقوموا بأنفسهم، بمحاولة التفكير بلا قيود.

وما أود طرحه هنا، بأن اللعب مهم، وإذا كان مهما للكبار كما مررت به أنا وزملائي وزميلاتي في هذه الدورة، فلا أستطيع وصف أهميته للأطفال، وكيف أنّ اللعب فعلًا، حق من حقوق الطفل.

 

 
 
 

تعليقات


أسعد بالتعاون لاكتشاف وحل تحديات جديدة!

جميع الحقوق محفوظة ٢٠٢٥ م 

bottom of page