top of page

الشراكة الثلاثية: حين يجتمع العقل، واليد، والقلب

في طريق التنمية، لا تسير الحكومات وحدها، ولا يملك القطاع الخاص وحده مفاتيح النجاح، ولا يستطيع القطاع غير الربحي أن يغيّر الواقع إن لم يُمنَح المساحة.


لقد أصبح واضحًا أن أي مشروع وطني ناجح يتطلب شراكة ذكية بين ثلاثة أطراف:


  • الحكومة: تضع السياسات، وتنظم، وتوفر الممكنات.

  • القطاع الخاص: ينفّذ، ويبتكر، ويتحمّل المخاطر.

  • القطاع غير الربحي: يقرأ نبض المجتمع، ويتدخل حيث يصعب على غيره الوصول.



هذه الأطراف ليست متوازية فقط، بل متكاملة. كل طرف يرى زاوية لا يراها الآخر. الحكومة ترى الصورة من الأعلى، القطاع الخاص من قلب السوق، والمجتمع المدني من داخل الحيّ، بين الناس.


ولأن التحديات التي نواجهها اليوم لم تعد بسيطة، فإن الحلول الأحادية لم تعد مجدية. لا يكفي أن تُصدر جهة حكومية نظامًا، أو أن يُطلق مستثمر مبادرة، أو أن تنفذ جمعية برنامجًا.. إذا لم تكن الجهود مترابطة ومتفاهمة.


في تجربتي، تعلّمت أن أقوى المشاريع تبدأ بسؤال واحد:

“من يجب أن يكون معنا على الطاولة؟”


السؤال ليس من باب المجاملة المؤسسية، بل من عمق الفهم بأن النجاح الجماعي يتطلب وضوح أدوار، وصدق نوايا، وتوزيع ذكي للمسؤوليات.


ولذلك، فإن الشراكة الحقيقية لا تعني فقط توقيع اتفاقيات، بل أن تتحدث الأطراف بلغات بعضها البعض، وأن تكون المشاريع قابلة للتنفيذ، والقياس، والاستدامة.


حين تتوفر هذه المعادلة، تتحول الشراكة من مشروع إلى أثر، ومن مبادرة إلى تحول، ومن فكرة إلى واقع يحسّه الناس.




 
 
 

المنشورات الأخيرة

إظهار الكل
دوّن… لأنك تعمل

في زحمة الاجتماعات، وتراكم المهام، وضغط الإيميلات، يختفي شيء بسيط لكنه جوهري: التدوين. لا أقصد التدوين من أجل النشر، ولا الكتابة لتجميل...

 
 
 

Comments


أسعد بالتعاون لاكتشاف وحل تحديات جديدة!

جميع الحقوق محفوظة ٢٠٢٤ م 

bottom of page