مدير الكشتة
- سُلاف المقوشي
- قبل 7 أيام
- 2 دقيقة قراءة

في كل مؤسسة تجد مدير الكشتة وهو الذي يدير المشاريع وكأنها رحلة عفوية إلى البرّ؛ يملأ حقيبته بكل ما تقع عليه عيناه، من أوراق تقارير إلى أشخاص "يمون" عليهم، دون أن يسأل نفسه: هل هذا ما يحتاجه المشروع؟ وهل سيرتبط ببقية أجزاء الاستراتيجية؟ هكذا يبدو عمله ، فوضويٌ وعشوائيٌ و يعتمد فقط على الموارد الظاهرة أمامه، ويعتبر التخطيط منهجًا معرقلًا لا مبرر له.
أولًا: مدير الكشتة يرفض الخريطة
لا يوجد لديه رؤية واضحة : يبدأ مشروعًا جديدًا بلا دراسة أولية، مكتفيًا بالنموذج المبسط الذي يمر أمام مكتبه. لا توجد خارطة طريق ولا أهداف محددة؛ الأهم أنه الفكرة داهمته وبالتالي بدأ يتخيلها منتهية.
اللحظية في اتخاذ القرار ويصدر أوامره عشوائيًا: يقلب الأولويات كل صباح ويعتبر هذه “مرونة إدارية”، بينما هي في الحقيقة قرارات ارتجالية تصدم الفريق وتفقده الثقة.
ثانيًا: الموارد المحدودة… وليست المستدامة
“فلان يسويها لي” ، يؤمن المدير بأن أهم مورد هو الأشخاص الذين “يألفهم” وتحت أيديه. لا يذهب إلى السوق بحثًا عن خبرات جديدة أو أدوات تكنولوجية، بل يستورد الأفكار “من عنده” ويكرر نفس الأخطاء.
يستهلك ولا يعمر ، استخدامه للموارد قائم على اللحظة فقط. ينهك فريقه بمهام إضافية، ثم يتركهم “ينامون” إلى أن يحتاجهم مرة أخرى، فلا يبني قدرات ولا يستثمر في تدريب مستدام.
ثالثًا: التخطيط عنده عائق… والإجراء عنده ركيزة لا قيمة لها
يستهجن الجداول الزمنية، إذا اقترحت خطة عمل أو جدولًا زمنيًا، يردُّ بعبارة: «هذا كله بوربوينت وما ينفعنا». لا يدرك أن ضبط المسار بدون مواعيد واضحة يُنتج مشاريع دون نهاية.
تجاهل الإجراءات الرسمية ، لا يحترم دور كل جهة ولا يتبع المسارات المعتمدة للموافقات، فيُحوّل المشروع إلى متاهة من المراسلات الضائعة والمعاملات المتكررة ثم يصفهم بأعداء النجاح.
رابعًا: الكثير من الكشتات كانت بلا خيمة
مشاريع تُحبط،كل خطوة في المشروع تشبه رحلة ميدانية بلا تنظيم: لا خيمة تحمي العمل من العواصف، ولا حقيبة طوارئ تحوي أوراقًا تمهّد لتطوير مستقبلي.
بلا دعم استراتيجي، لا يربط المشروع برؤية أو سياسة طويلة الأمد، فيبقى عمله معزولًا، ويصبح أي نجاح عابرًا كالتقاط صورة سريعة في الكشتة، يحتفظ بها في ذاكرة الهاتف ثم تُمحى.
النتائج:
تضاؤل معنويات الفريق بسبب الضياع الدائم وعدم الوضوح.
تراجع جودة المخرجات والإخلال بالمواعيد النهائية.
هدر موارد مالية وبشرية دون أثرٍ ملموس.
اذا كنت تعمل لدى مدير الكشتة ، هنا بعض النصائح :
وثّق خطواتك وإنجازاتك
احرص على تسجيل المهام التي قمت بها، والمواعيد المتفق عليها، والنتائج المحققة، حتى لو لم تكن معتمدة رسميًا. هذا السجل يساعدك في الدفاع عن جهودك أمام أي نقد لاحق.
قدّم مقترحات مبسطة للتخطيط
حاول اقتراح “لوحة مهام” بسيطة أو جدول زمني مختصر يُظهر أهم المراحل والموارد المطلوبة.
ابنِ شبكة دعم مع فريقك
تواصل مع زملائك لتنسيق العمل وتبادل المعلومات، فتقوية التعاون تساهم في تعويض غياب التخطيط الرسمي وتقليل الإحباط العام.
ادرج الإجراءات ضمن روتينك اليومي
إذا احتاج المشروع لإجراءات رسمية ، حاول إدراجها أنت ضمن خطوات عملك الداخلية. مثلاً، جمّع التوقيعات والموافقات أولًا ثم قدّم المستندات دفعة واحدة؛ هذا يوفر على الفريق وقت عليها لاحقًا.
استخدم أسلوب “الأسئلة الاستقصائية”
عندما يطلب المدير موارد أو أفكارًا فجائية، قم بطرح أسئلة بسيطة: “ما الهدف من هذه الخطوة؟” أو “كيف ترتبط هذه المهمة بأولوياتنا الحالية؟”؛ قد تساعد هذه المحادثات على كبح القرار الارتجالي.
ابحث عن مرشد أو مشرف أعلى
إذا استمر الوضع بالتعطيل وفقد الفريق روح المبادرة، فكر في التواصل مع مسؤول أعلى لطلب توجيه عام أو دعم لإرساء بعض القواعد البسيطة التي تخدم المصلحة العامة.
Comments