top of page

معركة ذات الاجتماع: التصرفات النفسية السيئة التي تحوّل الاجتماعات إلى ساحة قتال


ree

في عالم الادارة، قد يُعتبر الاجتماع بمثابة ساحة للمعركة النفسية، حيث يتصارع الحضور بطرق غير متوقعة من أجل تحقيق مآربهم الخاصة أو مجرد فرض السيطرة. وبينما يُفترض أن تكون الاجتماعات وسيلة لتحقيق التفاهم والتوصل إلى قرارات جماعية، إلا أنها قد تتحول إلى ساحة للصراعات الداخلية إذا انتهج المشاركون تصرفات سيئة تجعل من هذه التجمعات ساحة لـ"معركة الاجتماع ".


السيناريو الأول: التأخر عمداً... تكتيك "أنا الأهم"

في هذا السيناريو، نلتقي بالشخص الذي يتأخر دائمًا عن الاجتماعات. هذا التأخير ليس بسبب الازدحام المروري مثلًا، بل هو تكتيك مدروس بعناية. الهدف هنا هو إرسال رسالة واضحة: "أنا الأهم، والجميع يجب أن ينتظرني". هذا الشخص يعتقد أن حضوره المتأخر سيضفي أهمية زائفة عليه، ويجعل الجميع في حالة ترقب وانتظار، وكأنه النجم الذي لا يبدأ العرض إلا بقدومه.

التأخر المتعمد ليس فقط سلوكًا غير احترافيا، بل يعكس أيضًا قلة احترام للوقت وللآخرين. ومع ذلك، نرى هذا السلوك يتكرر مرارًا وتكرارًا في العديد من الاجتماعات، مما يضيف توترًا ويستهلك الوقت الثمين الذي كان يمكن استثماره في مناقشة القضايا المهمة.

السيناريو الثاني: المقاطعة... "لن تُكمل فكرتك!"

هنا يظهر المحارب النفسي الآخر، ذلك الذي يُتقن فن المقاطعة. قد يبدأ شخص في الاجتماع بطرح فكرة، ويبدو أنه يتقدم بخطى ثابتة نحو توضيح وجهة نظره، لكن قبل أن يُكمل جملته، يُقاطَع بأسلوب صارم. الهدف من هذه المقاطعة ليس بالضرورة لتقديم فكرة جديدة أو للتصحيح، بل لإثبات أن المتحدث لا يجب أن يأخذ أكثر مما يستحق من الوقت، أو ربما ليُظهر أن المقاطع هو الأكثر معرفة وخبرة.

المقاطعة المتكررة تؤدي إلى تحطيم معنويات المتحدثين وتثبيط حماستهم للمشاركة، وتخلق بيئة عمل غير مريحة، حيث يتردد الجميع في التعبير عن آرائهم خشية المقاطعة. وهذا بدوره يُعيق الوصول إلى قرارات مدروسة ومناقشات بناءة.


السيناريو الثالث: عدم الوصول إلى اتفاق... "دعونا نترك الأمر معلقًا"

المعركة النفسية الثالثة هي عدم الوصول إلى أي اتفاق حقيقي. في نهاية الاجتماع، تجد أن الجميع قد تحدث، وناقش، واستعرض، ولكن لم يتم اتخاذ أي قرار. يتفنن البعض في هذا النوع من التصرفات النفسية، حيث يطرحون باستمرار نقاطًا جديدة، أو يعيدون فتح ملفات قديمة، مما يجعل الاجتماع يطول بلا فائدة ويُغرق الجميع في دوامة من النقاشات التي لا تنتهي.

الهدف من هذا الأسلوب هو إما لتجنب تحمل مسؤولية القرار، أو لضمان استمرار الاجتماعات دون الوصول إلى أي نتيجة ملموسة، مما يُبقي الأمور في حالة من الجمود. وفي النهاية، يغادر الجميع الاجتماع وهم في حالة من الإرهاق النفسي والذهني، دون أن يكون هناك أي تقدم حقيقي أو نتيجة تُذكر.


الخاتمة: من معركة إلى تعاون

إن الاجتماعات يجب أن تكون فرصة للتعاون والعمل الجماعي، ولكنها تتحول إلى معركة نفسية بسبب بعض التصرفات السيئة التي يتبعها البعض. من التأخر المتعمد، إلى المقاطعة المستمرة، وحتى عدم الوصول إلى اتفاق، كلها تصرفات تُعكر صفو الاجتماعات وتُعيق تحقيق الأهداف المشتركة.

لحل هذه المشكلة، يجب على الجميع أن يدركوا أهمية احترام الوقت والآخرين، وتشجيع الحوار البناء، والالتزام بالوصول إلى قرارات تعود بالنفع على الجميع. فالاجتماعات ليست ساحة للقتال، بل فرصة للتواصل وتحقيق النجاح المشترك.

 
 
 

Comments


أسعد بالتعاون لاكتشاف وحل تحديات جديدة!

جميع الحقوق محفوظة ٢٠٢٥ م 

bottom of page